No Widgets found in the Sidebar
تصاعد الرفض المجتمعي ضد الحوثيين في عمران.. (تسلسل زمني لأبرز الأحداث)


تنامت مظاهر الرفض المجتمعي، وتجاوزت الخطوط الحمراء والخضراء التي حاولت المليشيا ترسيخ قبضتها الأمنية والعسكرية من خلالها، قبل أن تتكشف عورتها، وتتضح سوءاتها التي أخفتها تحت مسمى “العدوان”، ممهدة الطريق لحراك عام متمرد على الواقع، ورافضاً لممارسات الجماعة وسلوكها الإجرامي، بشتى الوسائل والأساليب والصور.

وكانت محافظة عمران التي تعتبرها المليشيا بوابة لعصرها الظلامي، في قلب الحراك المجتمعي الرافض للمليشيا، ومسرحا للعديد من الأحداث التي رصدناها لكم منذ عام 2015م، وحتى أغسطس الجاري، 2023م.

في هذا التقرير يستعرض “الصحوة نت”، نماذج من الروح الحية والفداء والتضحية، أبطالها رجال ونساء عاديون، طلاب وقبائل، مشايخ وتجار ومهمشون، صنعوا بشجاعتهم، ملحمة مصغرة من نضالات اليمنيين الممتدة منذ سنوات مقارعة الإرهاب والرجعية والاضطهاد والظلم والكهنوت، وكل أشكال الفساد والقهر والاستبداد الذي تحاول الجماعة تغليفه بشعارات دينية وطائفية زائفة.

 

هلاك 33 قياديا ومشرفا أمنياً

لم ينته الأمر بسقوط عمران والعاصمة صنعاء واتساع رقعة سيطرة مليشيا الحوثي في العام 2015م بعد مواجهات محدودة، حضرت فيه الدولة بقوات اللواء 310، وغابت عنها باقي تشكيلاتها العسكرية والأمنية، فالمجتمع العمراني، الذي اعتقدت المليشيا ترويضه، وقف بشموخ في مواجهتها من الأيام الأولى، وحتى حين أصبحت الجماعة تتحكم بمؤسسات دولة ومقدرات شعب.

 

ومن بين تلك المظاهر، رصد “الصحوة نت” مقتل نحو 33 قياديا ومشرفا حوثيا في حوادث متنوعة، شهدتها عمران، وبلغت ذروتها عام 2019م؛ إذ قتل نحو 15 قياديا في هذا العام وحده من بينهم القيادات الحوثية “حمديّن، الشتوي، قشيرة”.

 

وجاء العام 2016 تاليا بمقتل 6 قياديين حوثيين، في مداهمات، واشتباكات مع مسلحين قبليين، ومحاولات بسط على أراضي، وغيرها من الحوادث والممارسات التي ارتكبتها المليشيا، فيما قتل عام 2017م، ثلاثة قياديين حوثيين وفقا لإحصائيات مراسل الصحوة نت.

 

كما شهدت باقي الأعوام، اشتباكات بينية، ومواجهات مع رموز قبائل، وبعض المحسوبين على المليشيا الذين عادوا إلى رشدهم، ما أسفرت في المجمل عن مقتل 71 شخصا، جلهم من قيادات وعناصر المليشيا، في حين قدم أبناء القبائل وشجعان عمران نحو 40 شهيدا، من بينهم 3 من فئة المهمشين، ولا تشمل هذه الأرقام الحوادث الجنائية.

 

بطولات نسائية

النساء شقائق الرجال، هن أيضاً رصد مراسل الصحوة نت، 4 حوادث متنوعة كانت بطلاتها نساء، أبرزها؛ إقدام فتاة في مديرية مسور، عمرها في 16 عاماً، مطلع عام 2016م على قتل قيادي حوثي بضربة فأس عقب قيامه مع قوة أخرى باقتحام منزل عائلتها وقتل شقيقها بالرصاص وإصابة والدها، وعرفت حينها بحادثة “بلقيس الرغيل” نسبة إلى المنطقة التي حدثت فيها الحادثة.

 

وفي العام 2018م سُجلت حادثة أخرى كانت بطلتها امرأة في مديرية ظليمة، أقدمت على تمزيق صور الهالك حسين الحوثي زعيم الجماعة، ردا على قيام زوجة قيادي حوثي بتمزيق صورة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، كانت معلقة في جدار منزل المرأة، التي أجبرت بعد ذلك المشرف الحوثي وعصابته على مغادرة المنزل، ليقدم عناصرها لاحقا على اختطاف زوج المرأة وإخفائه قسرا.

 

وفي يوليو 2020م، أقدمت نساء من الأسر المهمشة في مديرية قفلة عذر، على قتل مشرف حوثي يدعى أبوعلي الخولاني وأسر 4 من مرافقيه، بعد سلبهن أسلحتهم، إثر إقدام الخولاني على قتل ثلاثة شباب من المهمشين، لرفضهم الاحتشاد والذهاب للقتال في صفوف المليشيا.

وتمكنت نساء عام 2021م من الاستيلاء على مركبة عسكرية للحوثيين وأسر طاقمها، إثر محاولة حملة للجماعة اختطاف أحد أبناء قرية الحائط في مديرية عيال سريح، لتحاول الجماعة الانتقام لاحقا بتفجير منزل المواطن بعد تمكنها من قتله.

 

رفض طلابي متنامي

مدارس عمران، هي الأخرى كانت مسرحا للعديد من مظاهر الرفض والتمرد على مليشيا الحوثي الانقلابية، وقد تمكن مراسل الصحوة نت من رصد 4 نماذج تم تسجيلها ثلاث منها عام 2016م.

وكانت شرارة البداية،عندما صرخت طالبة في مدرسة شيماء بمنطقة جرمان بمديرية العشة، في وجه مشرف حوثي عين مديرا لمكتب التربية بالمديرية، وحاول إجبار الطالبات على المشاركة في وقفة ضد ما تسميه المليشيا “العدوان”، قبل أن ترفض الطالبة ذلك، وتصرخ في وجه القيادي “أنتم العدوان”، ليعتدي عليها بالضرب.

في اليوم الثاني لحادثة مدرسة شيما وتحديدا في 27 نوفمبر 2016م، رفض طلاب مدرستي النهضة ورابعة في المديرية ذاتها، المشاركة في وقفات احتجاجية تضامناً مع طالبات مدرسية شيما، وأمام تحدي الطلبة، أشهرت المليشيا الأسلحة في وجههم، وأطلقت التهديدات بالقتل وغيرها، قبل أن تلجأ كعادتها، إلى حرمان الطلاب من الدراسة بإغلاق بوابة المدارس، قبل أن ترضخ الجماعة للأمر الواقع بعد تمكن الطلبة من كسر الأبواب وفتح مدارسهم.

 وفي 29 نوفمبر 2016م قام طلاب مدرسة الشهيد كامل في منطقة الرخام بمديرية ظليمة، بإعداد إذاعة مدرسية بكامل فقراتها تدعو وتحض على مناهضة المليشيات الحوثية، وكان من ضمن فقراتها “هل تعلم أن مؤسس الجمهورية الثانية هو الشهيد عبد الرب الشدادي، وأن سبب دمار اليمن هم الحوثيون”، فشل المتحوثون حينها في إيقاف الإذاعة المدرسية، وبعد  وصول الخبر إلى مسامع المشرف الحوثي في المنطقة قام بتوقيف عدد من المعلمين وفصل الطلاب المشاركين في الإذاعة وعمم على جميع مدراء المدارس بالمديرية بعدم قبول الطلاب المفصولين.

ورفض طلاب مدرسة النور الثانوية في منطقة بيت عذاقة بمديرية مسور، عام 2017م، ترديد الصرخة داخل الفصل، والوقوف لأحد مشرفي الحوثي بالمديرية في أثناء زيارته للمدرسة، وبرر الطلاب تصرفهم هذا بقولهم “نحن مع الشرعية والرئيس”، مما أثار سخط الزائر الحوثي الذي غادر المدرسة بعد شتم طلابها ونعتهم بـ”المنافقين”.

 

ثورة شعبية تنمو وتزداد قوة

ويؤكد الدكتور علي اليتيم وهو أحد أبناء محافظة عمران، أن مظاهر الرفض الشعبي في السنوات الأخيرة كانت أكبر وتزداد يوما بعد يوم.

وأضاف لـ”الصحوة نت”، أننا “نرى ونشاهد رفضا شعبيا مجتمعيا لمليشيا الحوثي، لأن المجتمع استنتج وعرف حقيقة هذه المليشيا أنها تحمل مشروع مليشاوي كنهوتي طائفي، غير ما كانت تدعيه قبل سيطرتها على العاصمة، فلما رأى المجتمع أن الحياة تضيق بهم تبين لهم أن مليشيا الحوثي لا يهمها إلا نفسها”.

 

وأوضح اليتيم أن “هذا الرفض المجتمعي يتزايد من حين لآخر، ولم يعد محصورا في مديرية أو منطقة ولكنا نسمع بشكل متكرر أن هناك رفضا حقيقيا في كافة مديريات محافظة عمران للمشروع الحوثي”.

 

واستدرك: “ما خروج مهدي المشاط في الأيام الماضية إلى عمران إلا دليل واضح وقطعي على تزايد وانتشار الرفض المجتمعي لميلشياتهم في المحافظة”.

 

وأكد أن مواقف الناس “غير ما توقعت هذه المليشيات، وبدا سخطهم ورفضهم جليا، ودلالات هذا الرفض المجتمعي في عمران واضحة، ومآل هذا الرفض هو الثورة الشعبية المجتمعية ضد هذه المليشيات”.

 

تسلسل زمني لأبرز الحوادث والأرقام:

 

مايو 2016م

مقتل قيادي حوثي وإصابة مرافقيه برصاص أحد المواطنين في مدينة عمران. جاءت الحادثة على خلفية تدخل القيادي الحوثي في مشاكل عائلية ومحاولته حلها وفق رؤيته.

 

نوفمبر 2016م

مشرف حوثي يلقى مصرعه مع أحد مرافقيه في مديرية ظليمة برصاص أحد أبناء المديرية، إثر محاولة المليشيا اختطافه من منزله، قبل أن تقوم بتفجيره، بعد تمكن المواطن من الفرار.

 

مارس 2017م

اشتباكات بين أهالي منطقة أهلا بالحسين في مديرية بني صريم مع نقطة حوثية، قبل أن يتم طرد المسلحين ورفع النقطة بعد مقتل اثنين من أبناء المنطقة في الاشتباكات.

 

مايو 2017م

اندلعت اشتباكات مسلحة بين مليشيات الحوثي وقبائل بمديرية المدان على خلفية قيام المواطن جعمان بورع باختطاف مدير مكتب المحافظ المعين من المليشيا، “أبو الزهراء”، وذلك خلال زيارة الأخير لأقاربه في وادي جعمان، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد تنفيذ مطالب القبائل.

 

يوليو 2017

اشتباكات في مديرية شهارة صباح عيد الأضحى بين قيادي حوثي وعناصره مع مواطنين.

جاءت الحادثة، على خلفية ترديد الحوثيين “شعار الصرخة”، أثناء خطبة العيد، ونتج عن الاشتباكات مقتل القيادي الحوثي و2 من مرافقيه، ومواطن من أبناء المنطقة.

 

نوفمبر 2017م

مواجهات عنيفة في مديرية حوث بين مليشيا الحوثي وقبيلة ذو فارع، على خلفية قيام أحد عناصر الحوثي باختطاف فتاة (١٦ عاما) واقتيادها إلى جهة مجهولة.

مايو 2019م

 

اندلعت اشتباكات بين فصيل من حوثيي صعدة، ومتحوثي عمران، في مدينة الجنات، إثر رفض حوثيي صعدة الإفراج عن مساجين من أقرباء حوثيي عمران.

وقتل في تلك الاشتباكات خمسة حوثيين بينهم قيادي كبير.

 

يوليو 2019م

مواجهة بين القيادي الحوثي مجاهد قشيرة وعناصر حوثية في مدينة ريدة، خلفت 11 قتيلا حوثيا بينهم قيادات ومن ضمنهم قشيرة.

 

يوليو 2020

مقتل مشرف حوثي في مديرية القفلة على يد نساء من المهمشات بسلاح مرافقيه بعد أسرهم، وذلك إثر قتله ثلاثة من المهمشين رفضوا تحشيدهم للجبهات.

 

ديسمبر 2021

اشتباكات في مديرية القفلة بين قيادي حوثي ومواطنين رافضين لتحكيمه، أفضت إلى مقتل القيادي ومواطن من أبناء المنطقة.

 

ديسمبر 2021

نساء من منطقة الحايط في مديرية عيال سريح، استولين على طقم حوثي مسلح، وطردن عناصره من المنطقة، إثر محاولتهم اختطاف أحد أقاربهن.

 

مارس 2022

مواجهة مسلحة في مديرية ريدة بين قيادي حوثي من محافظة صعدة وقيادي من أبناء مدينة ريدة، إثر قيام القيادي القادم من صعدة بجمع ضرائب باهظة من المحالات التجارية وتأجير أرصفة الأسواق، بشكل منفرد.

 

أغسطس 2023م

اشتباكات بين مليشيا الحوثي وقبائل مديرية جبل يزيد، إثر رفض القبائل محاولات المليشيا الاستيلاء على أراضيهم.

خلفت تلك الاشتباكات 3 قتلى من القبائل وعنصر من الحوثيين.

مقتل مواطن في مديرية القفلة بعد جرحه اثنين من عناصر الحوثي بعد حصار منزله ومحاولتهم اختطافه.

%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A8%20%D8%A8%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%201445 03 04%20%D9%81%D9%8A%2000.25.10



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *